يعلم الجميع أن تحقيق النجاح ليس مجرد قضية حظ أو صدفة، خصوصاً في العصر الذي نعيشه اليوم والذي يتسم بالتغيرات السريعة بسبب تطور الاعمال وتطور التقنيات، وبالطبع فإن النجاح المُراد يتطلب وجود استراتيجية استمرارية اعمال قوية ومحكمة. وإذا كنت ترغب في بناء عمل ناجح ومستدام، فإن فهم الخطوات الصحيحة لبناء استراتيجية استمرارية سيكون أمرًا حاسمًا. فعندما تتبنى استراتيجية استمرارية فعالة، فإنك تحافظ على استقرار عملك وتتمكن من مواجهة التحديات المتعددة التي يمكن أن تواجهك في السوق التجارية المنافسة.
وفقاً لهيئة الحكومة الرقمية داخل المملكة العربية السعودية، فإن تعريف تطوير نظام استمرارية أعمال فعّال وناجح لابد له أولاً من فهم الجهة الحكومية أو المنظمة أو المؤسسة لبيئة العمل وسير العمليات التشغيلية، وفهم احتياجات وتوقعات أصحاب المصلحة والأطراف المعنية، وتحديد نطاق عمل نظام إدارة استمرارية الأعمال؛ ومن ثم تحديد التزامات الأعمال والاعتمادية الخارجية والداخلية والموردين، وإنشاء وتطوير سياسة استمرارية الأعمال، وتحديد الصلاحيات والأدوار والمسؤوليات؛ ثم حصر الفرص والمخاطر ووضع خطط التعامل معها، وتحديد أهداف نظام إدارة استمرارية الأعمال الاستراتيجية والتشغيلية لدى الجهة الحكومية ووضع خطط تحقيقها.
تطوير نظام إدارة استمرارية الأعمال يتضمن تحديد الكفاءات والموارد والطرق الفعالة الداعمة لتطبيق نظام استمرارية الأعمال. كما تتضمن القيام بعملية تقييم المخاطر وتحليل أثر انقطاع الأعمال واستراتيجيات وحلول للاستجابة للحوادث وخطط استعادة العمليات. وكذلك القيام بعمليات المراقبة، والمراجعة، والتحقق، والتدقيق وتقييم الأداء. وأخيرًا، القيام بعمليات التطوير والتحسين المستمر والتصحيح.
ولكن، ما هي الخطوات الصحيحة لبناء استراتيجية استمرارية أعمال ناجحة؟ هيا بنا نستعرض البعض منها:
أولاً: فهم رؤية الأعمال
لوضع خطط وإجراءات تضمن استمرارية العمل واستقراره على المدى الطويل. يجب أن تكون الاستراتيجية الموضوعة هي بالفعل استراتيجين شاملة وتقوم بتغطية جميع جوانب العمل، بدءًا من الرؤية والأهداف وصولاً إلى عمليات العمل اليومية وتوظيف الموارد والابتكار.
لذلك، في البداية يجب أن تكون لديك رؤية واضحة لعملك. يعني ذلك أنك تحدد بوضوح ما تريد تحقيقه وكيف ترغب في تشكيل العالم من حولك. ويجب أن تكون تلك الرؤية محددة وملهمة وقابلة للقياس، حتى يتمكن جميع أعضاء فريق العمل من العمل باتجاه مشترك وتحقيق الأهداف بشكل فعال. علاوة على ذلك، يجب أن تنسجم الرؤية مع قيم ومبادئ عملك لتعكس هويتك وتوجهاتك الفريدة.
إلى جانب الرؤية، يتطلب بناء استراتيجية استمرارية اعمال قوية فهماً عميقاً للسوق والمنافسة. ويجب أن تستثمر الوقت والجهد في دراسة السوق المستهدفة وفهم احتياجات وتوقعات العملاء. كما يجب أن تحلل المنافسة بدقة لتحديد نقاط القوة والضعف للمنافسين ومن ثم تطوير استراتيجيات تميزك عنهم وتضعك في مكانة تنافسية متقدمة.
معرفتك للخطوات الصحيحة لبناء استراتيجية استمرارية ناجحة سيكون له تأثير كبير على نجاح عملك واستمراره في السوق التجارية. ومن خلال وضع رؤية واضحة، وفهم السوق والمنافسة، يمكنك بناء أسس قوية لاستراتيجية استمرارية تساعدك على التفوق وتحقيق النجاح المستدام في عالم الأعمال المتنافس.
ثانياً: تحليل السوق والمنافسة
قد تكون واحدة من أهم الخطوات في بناء استراتيجية استمرارية اعمال ناجحة هي تحليل السوق وفهم التحديات والفرص التي يواجهها عملك. ولابد أن تعرف أن تحليل السوق يساعد في تحديد الجمهور المستهدف وفهم احتياجات العملاء وتوقعاتهم. لذلك، سنلقي نظرة على أهمية تحليل السوق وكيفية تنفيذه بفعالية.
أولاً
يجب أن تفهم السوق المستهدفة بدقة. لذلك، قم بتحليل العوامل الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية التي تؤثر على جمهورك المستهدف. وابحث عن الأنماط السلوكية والاحتياجات المتغيرة للعملاء واستمع إلى ملاحظاتهم وملاحظات المستهلكين الآخرين في السوق. قم بإجراء بحوث السوق واستفسارات للعملاء للحصول على بيانات قيمة تساعدك في تحديد ميزة تنافسية فريدة.
ثانياً
قم بتحليل المنافسة بشكل شامل للحصول على معلومات عن المنافسين المباشرين وغير المباشرين في السوق. ويمكنك أن تنظر على ما يقدمونه من منتجات أو خدمات وكيفية تسويقها. حدد نقاط قوتهم ونقاط ضعفهم واستخدم هذه المعلومات لتطوير استراتيجية تميزك عنهم. كما يمكنك أيضًا استخدام تحليل SWOT (نقاط القوة، الضعف، الفرص، والتهديدات) لتقييم وضعك مقابل المنافسين.
ثالثاً
ابحث عن الفرص التنافسية في السوق. قد تكون هناك فرص جديدة تظهر في السوق تستطيع استغلالها لتعزيز استمرارية عملك. قد تشمل هذه الفرص تغيرات في السلوكيات الاستهلاكية، أو تقنيات جديدة قد تساهم في تحسين العمليات، أو اتجاهات جديدة في الصناعة يمكنك الاندماج معها. وقم بمراجعة المعلومات المتاحة وتحليل الاتجاهات الصناعية لتحديد الفرص المستقبلية.
من خلال تحليل السوق والمنافسة بشكل دقيق، ستكون قادرًا على تحديد العوامل المؤثرة في نجاح عملك واستمراريته. وستكتسب فهمًا أعمق لجمهورك المستهدف وستتمكن من توجيه جهودك ومواردك بشكل فعال نحو تلبية احتياجاتهم وتفوق على المنافسة.
ثالثاً: تحديد أهداف محددة
تحديد الأهداف المحددة هو خطوة حاسمة في بناء استراتيجية استمرارية أعمال ناجحة. فبدون أهداف واضحة ومحددة، يصعب على فريق العمل تحقيق التوجه والتركيز اللازمين لتحقيق النجاح. لذلك، دعنا نستكشف أهمية تحديد الأهداف وكيفية تحقيقها بفعالية.
أولاً
يجب أن تكون الأهداف قابلة للقياس وقابلة للتحقيق. يعني ذلك أنها يجب أن تكون محددة بوضوح وقابلة للقياس بواسطة معايير محددة. على سبيل المثال، بدلاً من تحديد هدف عام مثل “زيادة المبيعات”، يمكن تحديد هدف محدد مثل “زيادة المبيعات بنسبة 10٪ خلال الربع الثاني من العام الحالي”. هذا يسمح بقياس التقدم بدقة وتحديد ما إذا كنت تحقق الأهداف المحددة أم لا، وتعرف هذه المنهجية بمنهجية الأهداف والنتائج الرئيسية OKR
ثانياً
قم بتحديد الأهداف القصيرة المدى والطويلة المدى. الأهداف القصيرة المدى تساعد في توجيه الجهود الفورية وتحقيق نتائج سريعة، بينما الأهداف الطويلة المدى تساعد في توجيه الرؤية والتوجه العام للعمل. يجب أن تكون الأهداف متوافقة مع الرؤية العامة لعملك وتعززها.
ثالثاً
ضع أهدافًا قابلة للتحقيق ومحددة بشكل واقعي. قم بتحليل مواردك المتاحة والقدرات والظروف الحالية لتحديد الأهداف التي يمكنك تحقيقها بشكل واقعي. قد تحتاج أيضًا إلى تقييم المخاطر المحتملة واحتمالية تحقيق الأهداف وفقًا للظروف الخارجية.
رابعاً: تخطيط العمليات والموارد
تخطيط العمليات والموارد هو عنصر حاسم في بناء استراتيجية استمرارية أعمال ناجحة. يهدف هذا التخطيط إلى تحديد كيفية تنظيم العمليات الداخلية لعملك وتوجيه استخدام الموارد بشكل فعال. دعنا نستكشف أهمية تخطيط العمليات والموارد وكيفية تحقيقه بنجاح.
أولاً
قم بتحليل العمليات الحالية وتحديد المناطق التي يمكن تحسينها. ابحث عن أوجه الضعف والتكرارات غير الضرورية في العمليات الداخلية وحدد الفرص لتحسين الكفاءة والإنتاجية. قد تحتاج إلى إعادة هندسة العمليات أو تطبيق تقنيات إدارة الجودة الشاملة لتحسين العمليات.
ثانياً
قم بتوجيه استخدام الموارد بشكل فعال. وقم بتحديد الموارد المطلوبة لتنفيذ العمليات بنجاح، مثل العمالة، والمواد الخام، والتقنيات الواجب استخدامها، والمال. وقم أيضاً بتحديد كيفية توزيع الموارد وتنظيمها بحيث يتم استخدامها بشكل فعال وفقًا للأولويات والأهداف المحددة.
ثالثاً
قم بتطوير خطة عمل تفصيلية. استند إلى التحليلات السابقة وحدد الخطوات اللازمة لتحقيق الأهداف المحددة. حدد المسؤوليات والجداول الزمنية والموارد المطلوبة لكل خطوة في الخطة. يجب أن تكون الخطة قابلة للتنفيذ وتحتوي على معايير قياس قابلة للمتابعة لتقييم التقدم.
رابعاً
قم بتوفير التدريب والتطوير المستمر لفريق العمل. يعد توفير التدريب والتطوير المستمر لفريق العمل جزءًا أساسيًا من تخطيط العمليات والموارد. قدم الفرص لتحسين المهارات وتطوير المعرفة وتعزيز الفهم الشامل لعملية العمل. هذا سيساهم في تعزيز الأداء والابتكار وزيادة فرص النجاح المستدام.
نظام دايم لإدارة استمرارية الأعمال
هو نظام وطني محلى تقدمه شركة آفاق الجانب الإيجابي لإدارة استمرارية الأعمال، يهدف إلى تحسين قدرة المؤسسات على مواجهة الأزمات والمخاطر المحتملة، والتأكد من قدرتها على مواصلة الأعمال بأقل قدر من التعطيل للمؤسسة والعملاء وأصحاب المصلحة. ويعمل النظام على أتمتة دورة حياة إدارة استمرارية الأعمال داخل المؤسسة، وتطوير خطط التعافي من الأزمات والمخاطر، وتفادى الخسائر، وعودة الأعمال بصورة طبيعية في الوقت المحدد. تم تطوير النظام وفقاً لمعايير أيزو 22301 مع الأخذ في الاعتبار معايير الدليل الاسترشادية لاستمرارية الأعمال في الجهات الحكومية بالمملكة العربية السعودية.
يمكنك التعرف على تفاصيل نظام دايم عبر الضغط هنا
إعداد فريق PSH شركة آفاق الجانب الإيجابي الكلمات المفتاحية: استمرارية الأعمال، التحول الرقمي، الأهداف والنتائج الرئيسية