إن وتيرة وحجم التغييرات الطارئة التي يجب التعامل معها اليوم نقلت صناعة ثقافة الابتكار من الكماليات إلى الضرورات الملحة في أي مؤسسة تسعى للنجاح. ولم يعد الابتكار العرضي أو المرتبط بظروف معينة كافيا للحفاظ على القدرة التنافسية والبقاء في الأسواق على المدى الطويل.

فتعزيز هذا النوع من الثقافة يجعل الابتكار أولوية تنظيمية مما يمنع القادة والفرق من الانغماس في الوضع الراهن وفقدان الفرص التي تأتي مع التغيير.

و يتطلب تعزيز ثقافة الابتكار مواءمة القيم والسياسات والإجراءات بهدف التحسين المستمر، ولابد من العلم أن هذا جهد يبذل داخل المؤسسة أو المنظمة يتعاون من أجله الجميع ويشتمل على مستويات تنظيمية ووحدات تشغيلية ووظائف متعددة.

وفي عصرنا الرقمي اليوم، أصبحت الحاجة إلى الابتكار محركًا رئيسيًا للنجاح المؤسسي. وذلك لأن الابتكار هو عملية إنشاء أفكار أو منتجات أو خدمات جديدة تضيف قيمة للعملاء والمؤسسة. وفي المقابل، فالإنجاز هو عملية إنجاز المهام أو تحقيق الأهداف المحددة بالفعل.

ولتعزيز هذا الابتكار، تحتاج المؤسسات إلى تحويل ثقافتها من التركيز على الإنجاز إلى ثقافة تشجع على الإبداع والتجريب والمجازفة. وتتمثل إحدى طرق تحقيق هذا التحول في استخدام أطر التحول الرقمي، مثال على ذلك هو مؤشر “قياس” التحول الرقمي الصادر عن هيئة الحكومة الرقمية في المملكة العربية السعودية.

ما هو قياس التحول الرقمي الحكومي؟

قياس التحول الرقمي الحكومي هو منهجية عمل متبعة تستند على مؤشر يقيس مدى التزام الجهات الحكومية بمعايير التحول الرقمي وتشخيص الوضع الراهن لها في تطبيق التقنيات الرقمية، وذلك لدعمهم في الانتقال إلى قمة النضج الرقمي وفق أحدث المعايير العالمية المنسجمة مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030، والتي تهدف لتحقيق التميز الرقمي الحكومي.

ويوفر إطار عمل قياس للجهات والمؤسسات الحكومية فرصة كبيرة لخلق ثقافة مبنية على اساس ابتكاري، فأجواء المنافسة التي تخوضها جميع تلك الجهات والمؤسسات أثناء رحلة قياس، يمكن لها خلق فرص للابتكار في تحقيق متطلبات أهداف ومعايير القياس وتحقيق الرضا لدى جميع المستفيدين من خدمات تلك الجهة أو المؤسسة.

ولتحويل ثقافة جهتك أو مؤسستك من فكر “إنجاز المهام” إلى “الإبتكار” إليك 8 عناصر أساسية لابد من التركيز عليها:

الرؤية والقيادة

تتمثل الخطوة الأولى في تحديد رؤية المنظمة وقيادتها. وهنا يجب على القادة نقل أهمية الابتكار وإنشاء ثقافة تشجع على التجريب والمجازفة. ولذلك فإنه من الضروري وضع رؤية واضحة لتوجيه المنظمة نحو الابتكار، بينما هناك حاجة إلى قيادة قوية لتوفير التوجيه والدعم للتحول.

الحوكمة

الخطوة الثانية هي إنشاء أُطر الحوكمة والعمليات لدعم الابتكار. تتضمن هذه المرحلة إنشاء إطار عمل للحوكمة يحدد الأدوار والمسؤوليات وعمليات صنع القرار المطلوبة لازدهار الابتكار. لانه من المعلوم أن الحوكمة مهمة لأنها تساعد على ضمان توافق جهود الابتكار مع أهداف المنظمة وغاياتها.

الاستراتيجية

الخطوة الثالثة هي تطوير استراتيجية ابتكار واضحة. وهذا يشمل تحديد الأهداف والغايات ومؤشرات الأداء الرئيسية (KPIs) المطلوبة لتحقيق أهداف الابتكار في المنظمة. وتعد الاستراتيجية المحددة جيدًا مهمة لأنها تساعد على ضمان تركيز جهود الابتكار وتوافقها مع الأهداف العامة للمؤسسة.

القدرات

الخطوة الرابعة هي بناء القدرات المطلوبة للابتكار. وهذا يشمل تطوير المهارات والمعارف والموارد اللازمة لدعم الابتكار. القدرات مهمة لأنها تمكن المنظمة من توليد وتقييم وتنفيذ أفكار وحلول جديدة.

التقنية

الخطوة الخامسة هي الاستفادة من التقنية لدعم الابتكار. يتضمن ذلك تحديد وتنفيذ التقنيات التي يمكن أن تساعد المنظمة على الابتكار بشكل أكثر كفاءة وفعالية. يمكن أن تساعد التقنية في أتمتة المهام وتبسيط العمليات وتسهيل التعاون، مما يمكّن المؤسسة من الابتكار بشكل أسرع وأكثر فعالية.

التركيز على العميل

الخطوة السادسة هي التركيز على العميل. في تلك الخطوة يجب فهم احتياجات العملاء وتطوير المنتجات والخدمات التي تلبي تلك الاحتياجات. ويعد النهج الذي يركز على العملاء أمرًا مهمًا لأنه يساعد على ضمان توافق جهود الابتكار في المؤسسة مع احتياجات العملاء وتفضيلاتهم.

البيانات والتحليلات

الخطوة السابعة هي الاستفادة من البيانات والتحليلات لدعم الابتكار. ويشمل ذلك جمع البيانات وتحليلها لتحديد الاتجاهات والرؤى وفرص الابتكار. يمكن أن تساعد البيانات والتحليلات في تحديد اتجاهات السوق الجديدة واحتياجات العملاء والفرص الناشئة، مما يمكّن المنظمة من الابتكار بشكل أكثر فعالية.

الثقافة

الخطوة الأخيرة هي بناء ثقافة الابتكار. وهنا يجب خلق بيئة تشجع على الإبداع والتجريب والمخاطرة. ثقافة الابتكار مهمة لأنها تمكن المؤسسة من توليد أفكار وحلول جديدة وتقييمها وتنفيذها.

لتحويل ثقافة المؤسسة من الإنجاز إلى الابتكار باستخدام إطار قياس للتحول الرقمي، يجب على المؤسسات والجهات الحكومية اتباع هذه الخطوات الرئيسية. فمن خلال القيام بذلك، يمكن للمنظمات أن تصبح أكثر مرونة وابتكارًا وقدرة على المنافسة في بيئة الأعمال سريعة الخطى اليوم. ويمكن للمنظمات التي تتبنى الابتكار أن تخلق فرصًا جديدة وتدفع النمو وتكتسب ميزة تنافسية في صناعتها.

نظام “قياسي”: الاداة المساعدة لك في رحلة الابتكار باستخدام قياس

تعمل شركة أفاق الجانب الايجابي “PSH” على مساعدة الهيئات والمؤسسات داخل المملكة لتحقيق رؤية 2030 في التحول الرقمي وتحقيق معايير “قياس”، لذلك، سعت الشركة لإبتكار نظام يساعد تلك المؤسسات والهيئات في قياس التحول الرقمي وهو نظام “قياسي”

يعتبر قياسي هو أول نظام عربي ثنائي اللغة يدعم الجهات والهيئات الحكومية في رحلة تقييم التزام الجهات الحكومية بالمعايير الأساسية للتحول الرقمي والتي تصدرها هيئة الحكومة الرقمية بالمملكة والذي يعرف في العام الحالي بإسم “قياس 2023”.

وذلك انطلاقا من خبرتنا في دعم الجهات الحكومية في قياس التحول الرقمي للعام الماضي 2022، ونظراً لما رأيناه من صعوبات تواجه اغلب الجهات والهيئات للالتزام بالمعايير، كانت فكرة اصدار نظام قياسي والذي يعمل على مواجهة اهم هذه التحديات من خلال الخصائص التالية في النظام:-

  • تحديد وتوزيع المسؤوليات المختلفة للالتزام بالمعايير
  • سهولة متابعة متطلبات كل معيار بشكل سلس ومريح
  • وضوح متطلبات كل معيار وكيفية الالتزام بها من اول يوم في العام
  • توفير الية رقمية لمتابعة تقدم العمل
  • سهولة فهم بعض المتطلبات ومستدات الاثبات

يمكنك معرفة المزيد حول نظام قياسي عبر الرابط: https://bit.ly/Qiyasi23

إعداد فريق PSH شركة أفاق الجانب الايجابي

الكلمات المفتاحية: قياس التحول الرقمي، التحول الرقمي، رؤية 2030

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

* * *